* وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى * لو كان الأمر كما يزعم ابن حميد لم يبق لدعوة الشيخ مناصر إذا كان أكبر أنصارها لم تدخل قلبه دعوة الشيخ، وقد ظهرت الدّعوة وانتشرت واختفى خصومها، ودليلنا على أن معارضي دعوة الشّيخ من النجديين بخاصة معارضتهم إنما- هي في غالبها- حقد وحسد وعصبيّة عمياء لا تتجاوز ذلك، غالبا أنه بعد انتهاء فترة الشّيخ وتلاميذه لم يبق للدّعوة أيّ معارض نجدي يذكر إلا نادرا. وفي فترة الإمام عبد العزيز بن عبد الرّحمن آل سعود وهو بداية نهضتنا الحديثة المباركة لم نسمع أن أحدا من النّجديين لا في داخل نجد ولا في خارجها عارض هذه الدّعوة، وحتى في فترة حكم آل الرّشيد؛ كانوا لا يعارضون هذه الدّعوة، بل الجميع متفقون على أنّ دعوة الشيخ دعوة حقّ وإصلاح، وإعادة للأمة الإسلامية إلى مجدها الزّاهر وقرونها المفضلة الأولى عهد الصّحابة والتابعين وتابع التابعين بعثنا الله تعالى في زمرتهم وجمعنا بهم في جنات النعيم، صلّى الله على محمد وعلى آله وصحبه. (١) محمد بن علي بن غريب، (؟ - ١٢٠٨ هـ): لم يذكره المؤلّف في موضعه، فكان مستدركا عليه. ذكره ابن بشر في «عنوان المجد»: (١/ ٢٠١)، حوادث سنة ١٢٠٨ هـ، قال: «وفي ربيع قتل محمد بن غريب في الدّرعيّة صبرا؛ لأجل أمور قيلت عنه». ولم يفصح ابن بشر- رحمه الله- على عادته في اختصار الأحداث والتراجم عن هذه الأمور؛ لذلك لا يمكن أن يقبل قول ابن حميد في هذا؛ لأنّه خصم ظاهر المعاداة لهذه الدّعوة؛ لذا يبقى الغموض يكتنف سبب مقتل ابن غريب. وما أورده شيخنا-