المخزن) (١) وبصورة خاصة ما وقع في (خنيفرة) في شهر تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩١٤ حيث تصدى رجال المخزن لرتل من القوات الإفرنسية، وقتلوا من أفراده (٦١٣) جنديا، وجرحوا (١١٨٧) جنديا، وكان الهدف الأساسي هو (تأكيد السياسة الاستعمارية وفقا لمبدأ: فرق تسد).
وفي الحقيقة فقد أثار ظهور قانون (الظهير البربري) جدلا كبيرا، وحوارا حادا، في كل أنحاء العالم الإسلامي وحاولت الإدارة الاستعمارية الإفرنسية بالمقابل والأجهزة الإعلامية التابعة لها وكتابها وباحثوها وأعوانها، التقليل من أصداء هذا القانون ونتائجه.
غير أن ذلك كله لم يتمكن من حجب الحقيقة، وهي أن الإدارة الاستعمارية قد أرادت من خلال هذا القانون، وتطبيقاته، التأكيد على ما تزعمه من أن:(الشعب المغربي ليس شعبا عربيا) وأن هناك فارقا مميزا بين (الشعب المغربي، والكتلة البربرية).
(١) بلاد المخزن: (PAYS DU MAKHZEN) هي البلاد الصحراوية والجبلية من مناطق القبائل الممتدة ما بين المغرب - مراكش - والجنوب الجزائري، وكانت هذه البلاد خاضعة لسلطات المغرب، بخلاف (البلاد السايبة) التي كان ارتباطها بالسكان اسمها. وتضم مقاطعات مستقلة، وتبلغ مساحتها أربعة أو خمسة أضعاف مساحة (بلاد المخزن) وكانت بلاد المخزن تقدم للسلطان الجنود المقاتلين. وتؤدي الضرائب. وكانت علاقات السلطان بالمرابطين حسنة، نظرا لما لهم من نفوذ على البربر، ولم تكن قبائل (بلاد المخزن) خاضعة لحكومة منظمة بحسب المفهوم الغربي - فكان (القادة: ....) من قادة قبائل بلاد المخزن هم الذين يمارسون الحكم والقضاء وإقرار الأمن.