أثارت المرأة الجزائرية خيالات الكتاب والباحثين، الشعراء والروائيين، بفضل ما أظهرته من ضروب الشجاعة في ميادين الصراع المختلفة ضد الاستعمار وقواته الفرنسية. فكان لها في كل مجال دورها: حملت السلاح مقاتلة في السهول والجبال، ودفعت الابن والزوج، والأخ والأب لحمل السلاح وخوض القتال، واستقبلت موت الأبناء والأحياء بمثل ما استقبلت (الخنساء) نبأ استشهاد أبنائها الأربعة، إذ أطلقت مقولتها الشهيرة، والتي باتت قدوة لكل مجاهدة:(الحمد لله إذ شرفني بشهادتهم). لقد ماتت الخنساء، وصمت عنها التاريخ، غير أنها بعثت في الجزائر بألف خنساء وخنساء. فكانت ترافق المجاهدين إلى معاقلهم وصياصيهم، تشاركهم مشاق الجهاد وتقدم لهم الدعم، وتقوم بالأعمال التي يصعب على المجاهدين في كثير من الظروف الاضطلاع بها، كإخلاء الجرحى والعناية بهم. ودفن الشهداء، وتأمين الإمداد والتموين للمجاهدين، ونقل الأسلحة والذخائر، وتأمين الاتصالات وتنسيق التعاون بين فصائل وسرايا وكتائب مجاهدي جيش التحرير الوطني، ونقل الوثائق بين القيادات، وتنظيم التظاهرات في