وقع في ليلة الفاتح من نوفمبر (تشرين الثاني) نحو من ثلاثين هجوما قامت بتنفيذها الوحدات الثورية الأولى، وذلك في أكثر من ثلاثين نقطة في مختلف أنحاء الجزائر، وخاصة في شمال ولاية قسنطينة، وفي ولاية (الأوراس)، واستخدم الثوار في هجماتهم القنابل المحرقة. ثم أخذوا في الانسحاب إلى قواعدهم في الجبال. وأخذت القوات الإفرنسية باتخاذ ما أطلقت عليه اسم (إجراءات الأمن)، وكانت قوات الثوار تقدر آنذاك ببضعة آلاف. وبدأت القوات الإفرنسية تتلقى تعزيزات عسكرية، كما بدأ الجنرال (جيل) بتنفيذ العمليات التي أطلق عليها اسم (عمليات التطهير). وأصدرت القيادة الإفرنسية في نهاية شهر نوفمبر، بلاغا أعلنت فيه أنها قتلت (٤٢) رجلا من رجال المقاومة. أما عمليات الاعتقال فقد تجاوزت الألفين في هذا الشهر، وأطلق (الجنرال جيل) على عملياته الحربية - كعادة الإفرنسيين - اسم (عملية الغلاقة - العصاة).
عندما اندلعت الثورة - كان (مانديس فرانس) هو الذي يترأس