خاضت فرنسا حرب الجزائر للمحافظة على بقايا امبراطوريتها الممزقة، ووضعت المخططات العسكرية على أمل تحقيق نصر سريع وحاسم، وبذل كبار قادة الجيش الفرنسي (المارشالات والجنرالات) قصارى جهودهم من أجل إخماذ لهيب الثورة المتوهج، فعجزوا عن ذلك. وانعكس ذلك على فرنسا، فأصيب اقتصادها بالانهيار، ونزل التمزق بالمجتمع الفرنسي، وانهارت الجمهورية الرابعة (يوم ١٣ - أيار - مايو - ١٩٥٨) وقامت على أنقاضها الجمهورية الخامسة برئاسة (ديغول) وذلك على أمل إخراج فرنسا من الوحل - على حد تعبير ديغول ذاته - غير أن (ديغول) مضى على سياسة أسلافه، فعمل على تصعيد الصراع المسلح، وزاد من شدة الإرهاب، وسار على دروب ملتوية في مجال الصراع السياسي ضد الجزائر، وزاد ذلك كله من موقف فرنسا سوءا وارتباكا، وتعاظم غرقها في مستنقع الوحل. وقد يكون من المناسب التوقف عند بعض المقولات التي صدرت في تلك الفترة والى تصور الموقف الفرنسي، والعلاقات الجدلية بين الحرب الجزائرية وانعكاساتها على فرنسا.