استمرت الثورة الجزائرية منذ أن انطلقت رصاصاتها الأولى وحتى جلاء القوات الاستعمارية عن الأرض الطهور، أرض الجزائر المحروسة، زهاء سبعة أعوام وثمانية أشهر وخمسة أيام (أو ٩١ شهرا وخمسة أيام، أو ٢٨٠٣ يوما تقريبا) ودفع شعب الجزائر خلال هذا الصراع المرير حياة مليون ونصف من مواطنيه، أو ما يعادل ٥٣٥
فردا مع شروق شمس كل يوم.
طوال (٢٨٠٣) يوما والشعب الجزائري المجاهد يقدم كل يوم على مذبح حريته وكرامته وسيادته زهاء (٥٣٥) فردا. أي ما يعادل ٢٦ حتى ٢٧ شهيدا في كل ساعة من ساعات النهار والليل، تقريبا. وهو ثمن فادح ربما لم يقدمه شعب من شعوب الأرض في مثل ظروف الصراع الذي عاشه شعب الجزائر عبر محنته الرهيبة. فإذا ما أضيف إلى ذلك ما قدمه شعب الجزائر طوال سنوات الصراع الذي رافق الاستعمار الإفرنسي طوال مائة واثني وثلاثين عاما، سيظهر بوضوح قدر تلك التضحيات الضخمة التي دفعها شعب الجزائر المجاهد، مع ما رافق هذه التضحيات من معاناة مريرة، وآلام دفينة. وتعجز الكلمات عن وصف جوانب المأساة التي عاشها