كبرت الهزيمة على (كلوزول) إذ رأى أن هجومه على (معسكر) ما زاد الأمير إلا قوة وعنادا. ففكر في وسيلة تخرجه من المأزق الذي يجابهه، فكلف (بوشناق) الذي أصبح قائدا لفرنسا على (مستغانم) بالتوجه إلى دار الإمارة (بمعسكر) ليشاغل الأمير. وخرج هذا العميل إلى المكان الذي يعرف باسم (البطحة) ووقعت بينه وبين جيوش المسلمين وقائع عديدة. ولو لم يتنبه (بوشناق) في الوقت المناسب إلى فتح أفواه نهر (هبرة) لفصل قواته عن جيوش المسلمين، لكانت هذه الجيوش قد دمرت قواته تدميرا كاملا. وعادت هذه القوات بفلول ممزقة لتضيف إلى هزيمة (كلوزول) هزيمة جديدة. وتابع الأمير عبد القادر بعد ذلك تقدمه للالتقاء مع عدوه (كلوزول) وكان أول ما قام به الأمير هو الهجوم على (قوة الزمالة) التي باتت متحالفة مع الإفرنسيين، فقتل قائد هذه القوة، وتمزق أفرادها، ولم ينج من الإبادة إلا الذين فروا في الشعاب تاركين أموالهم وراءهم بحيث أن الأمير كلف فرقة كاملة من جنده لحمل الغنائم وتسليمها إلى دار الإمارة. وبينما هو سائر إلى تلمسان بلغه أن قبيلة (أنجاد، أو أنكاد) تحاول إرسال دعم إلى مصطفى بن إسماعيل قرب تلمسان، وفي الوقت ذاته، خرج هذا