قصرت هذه القيادات عن الارتفاع حتى مستوى الشيخ ابن باديس إلا أنها بجهودها وتضحياتها، مهدت السبيل لظهور جيل (العلماء العمالقة).
وثالثها: أن ظهور عبد الحميد قد توافق مع وجود علماء كبار - جيل العلماء العمالقة - ومعذرة عن هذا التعبير - كانوا كلهم على مستوى الأحداث، حتى لو سقط بعضهم على الدرب ولم يكمل الطريق على نحو ما يحدث دائما في كل حركة ثوروية أصيلة.
ورابعها: أن الشعب الجزائري الذي هزته الأحداث بقوة وعنف فأيقظته من غفوته، بات مؤهلا لاختيار طريقه، وأصبح من العسير إعادته إلى (قمقمه المغلق). وانتصب الشعب الجزائري عملاقا قويا، وانتصبت أمامه قيادة عربية - إسلامية -. والتقى عاملان أساسيان من عوامل تفجير الأحداث، ولم يبق إلا ظهور العامل الثالث، وهو (توقيت انفجار الحدث). وجاءت بعد ذلك مسيرة الأحداث لتحدد هذا التوقيت. وهذا ما يبرز بدوره أهمية (إخوان عبد الحميد) وما قاموا به من دور في صنع الأحداث.
[أ - الشيخ محمد البشير الإبراهيمي]
لم يكن الشيخ محمد البشير الإبراهيمي مجهولا يوم بدأ حياة الجهاد فوق أرض الجزائر، لقد كان ماضيه الحافل بجلائل الأعمال يتقدم عليه ويسبقه، لقد عرفته عواصم العالم العربي - الإسلامي من قبل، في تونس ومصر وبلاد الشام، مجاهدا بالكلمة الصادقة والعلم الصحيح والإيمان العميق قبل كل شيء. ففي سنة