عملت الإدارة الاستعمارية في الجزائر، وهي تحكم قبضتها على الوطن الجزائري أرضا وشعبا، على تشويه سمعة الأمير عبد القادر وذلك على نحو ما فعلته مع كل القيادات الجزائرية المتتالية ضمن إطار الحملة الشاملة لتدمير قواعد الصمود، وفصل الجماهير عن قياداتها، وتدمير الجماهير وقياداتها معا بعد ذلك حتى تفرغ الساحة من كل زعامة دينية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية.
وقد أدرك الأمير خالد ذلك لدى انتقاله بصحبة والده وأفراد عائلته من دمشق إلى الجزائر. فكان لابد له من التصدي لتصحيح المواقف الخاطئة والأفكار المشوهة، ولهذا لم يعد من الغريب عليه أن يحاول الإفادة من كل موقف للتذكير بأعمال جده العظيم، والإشادة بجهوده ومنجزاته، والتذكير بتضحياته ومعاناته. ولم يكن هدف الأمير خالد- يقينا - التأكيد على رابطة عصبية كتلك العصبية الجاهلية، بدلالة عدم وقوفه إلى جانب أقاربه في المواقف التي