القاعدتين الأساسيتين وهما بجاية (شرقي مدينة الجزائر) ووهران والمرسى الكبير، غربيها.
ولقد أبرزت مسيرة الأحداث أن المنطقة الغربية هي الأكثر خطورة، إذ أن مصدر التهديد هنا لم يعد ممثلا بالقوات الإسبانية وحدها. وإنما أضيف إليه خطر (الزيانيين) الذين ربطوا سلطتهم وقوتهم بالاحتلال الإسباني، هذا بالإضافة أيضا إلى الخطر المتعاظم للبرتغاليين والذي لم تنجح مملكة (بني وطاس المرينية) من وضع حد له أو إيقافه. وهكذا جاءت استغاثة أهل (تلمسان) متوافقة مع ما كان يطمح الأخوان (ذوي اللحى الشقراء) لتحقيقه , فمضى (عروج) في إعداد العدة لنجدة (أبي زيان) المقيم سجينا في تلمسان، ولدعم شيعته وأنصاره في صراعهم ضد القوات الإسبانية.
ب - الصراع في تلمسان واستشهاد عروج.
ما إن أتم (عروج) استعداداته حتى اندفع بجرأة في اتجاه (تلمسان) وهو يقود قواته عبر الهضاب الداخلية بهدف تجنب الاصطدام بالحاميات الإسبانية المنتشرة على محيط (وهران). وعندما وصل إلى (هوارة) قلعة (بني راشد) اتخذ منها قاعدة لحماية خطوط مواصلاته، نظرا لما كان يتوافر لها من الميزات الدفاعية، ونظرا لموقعها المناسب حيث كانت تبعد مسافة (٢٥) كيلو مترا عن (معسكر) وتبعد عن (مستغانم) نحوا من (٥٥) كيلو مترا. ووضع في القلعة حامية تضم ستمائة مقاتل. وكلفهم بتنفيذ عمليات صغرى لإزعاج الإسبانيين في (وهران) وحرمانهم من حرية العمل أو التحرك. ثم مضى بالجيش الجزائري حتى وصل (سهل أربال) حيث كان (أبوحمو الثالث) قد أقام معسكره هناك ونظم قواته التي ضمت ثلاثة آلاف راجل - من المشاة -