عرف (ذي اللحى الشقراء) بأنهم قراصنة - ويتطلب ذلك في الواقع التوقف قليلا عند كلمة (القرصنة والقراصنة). فمن المعروف أن الصراع في البحر والإغارة على المدن الساحلية هو أمر قديم جدا، قدم ظهور البحرية ذاتها. فكانت الدول البحرية تمارس عملها بهدف النهب والسلب بالدرجة الأولى، نظرا لعدم الحاجة الكبرى للقدرة البشرية. وبقي البحر الأبيض المتوسط هو المسرح الأول للصراع بين الحضارات المختلفة بداية من المكدونيين والفينيقيين ونهاية بالرومانيين.
وعندما اقتحم العرب المسلمون هذا المجال، لم تكن بهم حاجة لممارسة القرصنة، إذ أنهم استطاعوا فرض سيطرتهم على البحر، لا ينازعهم فيه منازع. وكانت الهجمات البحرية على سواحل القسم الشمالي من البحر الأبيض المتوسط تهدف إلى تأمين الفتوحات الإسلامية، فكانت ملتحمة بمفهوم الجهاد في سبيل الله.
غير أن شعوبا أخرى اضطلعت بأعمال القرصنة، وأبرزها شعب النورمان - الفايكنج - (١) الذي أغارت قوة منه في عهد الأمير
(١) الفايكنخ: (VIKINGS) شعب إسكندينافي مارس أعمال القرصنة والسلب =