هو العربي بن قاسم التبسي، من كبار علماء الإصلاح بالجزائر، عاش حياته مجاهدا (بتبسة) وقد سبقت الإشارة إلى بعض مواقفه في عرض سيرة (ابن باديس). وبقي في كل مواقفه ملتزما بمواقف (جمعية العلماء). مؤيدا لها، منفذا لمنهجها، وكان له فضل كبير في إيقاظ الوعي الإسلامي الصحيح. وقد يكون من المناسب اختصار كل صفحات جهاده المشابهة لكل صفحات إخوانه من أجل الوقوف على الصفحة الأخيرة منها:
(في مساء يوم الخميس ٤ رمضان ١٣٧٦ هـ الموافق ٤ نيسان - أبريل - ١٩٥٧، وعند الساعة ١١ ليلا. اقتحم جماعة من الجند الإفرنسي التابعين لفرق المظلات، المتحكمين اليوم في الجزائر، سكنى فضيلة الأستاذ الجليل الشيخ العربي بن قاسم التبسي، الرئيس الثاني لجمعية العلماء، والمباشر لتسيير شؤونها، وأكبر الشخصيات الدينية، بعد أن حطموا بعض نوافذ الأقسام المدرسية الموجودة تحت شقته (بحي بلكور) طريق التوت، وذلك شأنهم في اقتحام ديار المسلمين. لا يأتونها غالبا من أبوابها، وإنما من السطوح أو النوافذ، لتتم - حسب زعمهم - المفاجأة، أو ليشتد الإرهاب والنكال. ثم طرقوا باب الشقة، ففتحت لهم، وكانوا يرتدون اللباس الرسمي للجيش الإفرنسي، ومسلحين بأسلحتهم التي يحاربون بها الشعب، الجزائري والمدنيين المسلمين. وقد وجدوا فضيلة الشيخ في فراش المرض الملازم له. وقد اشتد عليه منذ أوائل شهر آذار - مارس - ١٩٥٧. وأخذت نوباته تتوالى عليه