من الخاصة والعامة. وتلك هي الصفحة الأخيرة في حياة هذا العالم الجليل الذي أعجب به أيما إعجاب الشيخ محمد عبده (المصلح الاجتماعي الذي طالما تألق نجمه في سماء مصر والعالم الإسلامي) وذلك أيام حل بالجزائر سنة ١٩٠٣.
...
د - ضحية أيضا من ضحايا القهر الإستعماري - عمر راسم -.
عمر راسم - ابن المنصور الصنهاجي كما كان يلقب نفسه في مقالاته الجريئة - وهو من رجال الرعيل الأول في الإصلاح والجهاد، وممن نكبوا على يد الاستعمار الإفرنسي نكبة سوداء أثرت على البقية الباقية من حياته، فجعلته يوقع على رسائله بما يلي:(البائس اليائس الثائر على العصر وأهله، عمير راسم).
خلق ليكون فنانا عالميا، وله لوحات رائعة تحاكي الفن الفارسي الأصيل، خلد في لوحاته حياة الجزائر في عصره. وأبدع في محاولاته لإظهار عظمة الإسلام في مقارعة الصليبية (١) واستخدم قلمه بقدر ما استخدم ريشته للدفاع عن قضايا مواطنيه وطرح هموم أمته والتصدي لأعداء دينه، فكانت صحيفته (ذو الفقار) التي صدرت سنة ١٩٠٨ منبرا حرا تعبر عن أصالة صاحب المنبر وما يمثله في شعبه. وكانت له مواقف رائعة، منها موقفه في سنة ١٩١٤ عندما تعرض للمسألة الصهيونية بقوله: (إن اتفاق زعماء
(١) جمعت وزارة الثقافة الجزائرية أروع لوحاته في كتاب أنيق للغاية حمل اسمه (عمر راسم) وذلك تقديرا من الثورة لما قدمه هذا الإنسان المبدع من جهد وتضحية في سبيل وطنه.