وبعد، فقد اغتالت فرنسا الثورة الشهيدة، ودمرت أبطالها، فهل كانت تضحيات الشهداء وجهود الأبطال رخيصة؟ ولماذا كانت الثورة إن لم تترك على صفحات تاريخ الأمة بصماتها الواضحة؟ لقد مضت عشرات العقود من السنين، ولا زال سكان (ونوغة) يطلقون على عام ١٨٧١ (عام بومزراق).
ومضت عشرات العقود من السنين، وما تزال الأجيال في منطقة القبائل تتناقل كابرا عن كابر تلك الأغاني الشعبية التي تتحدث عن المقراني وأخيه بومزراق وثورة الشيخ الحداد وابنه سي عزيز. بل إن بعض أصداء الأشعار الشعبية التي قيلت في تلك الفترة ترددت بأصدائها القوية في قلب دمشق الشام، عن طريق مجاهدي الجزائر المنفيين إلى دمشق. وليس ذلك إلا برهانا على عمق أثر الثورة في النفوس وهو الأثر الذي رسم كل أبعاده على مسيرة الجهاد في المراحل التالية والتي انتهت ببلوغ الجزائر المجاهدة هدفها في الحرية والاسقلال سنة ١٩٦٢.
لقد تعرضت ثورة سنة ١٨٧١ للكثير من الأبحاث والدراسات،