العبيد المسيحيين الذين تمكنوا من الفرار يوم ٢٧ شباط (فبراير) وغادروا الجزائر بسفينة صغيرة أوصلتهم إلى مدينة بجاية.
يوجد الآن في مدينة الجزائر ألفان من الأتراك وسبعة أو ثمانية آلاف من مهاجري الأندلس في مدن الجزائر ومليانة وبقاع أخرى وزعها بربروس على الحاميات. أما حاكم الجزائر اليوم فهو من سردينيا، اسمه حسن آغا، وسكان المدينة في قلق شديد، لأنهم اتصلوا بأنباء موثوق بها تفيد تحرك أسطول جلالتكم. وأخبرنا الأسرى المذكورون ان الأمطار الغزيرة التي انهمرت في فصل الشتاء قد هدمت سور المدينة في ثلاث جهات، وعلى مسافات شاسعة، وقد أقدم السكان على ترميم ما تحطم بكل سرعة، لكن العمل لم يتم إلى الآن نظرا لعدم وجود البنائين العارفين. ويقولون هنا أنهم سيستعينون بألف وخمسمائة من العرب المحيطين بالجزائر من أجل إنجاز العمل. أما مدينة قسنطينة ففيها ألف وخمسمائة من الإنكشارية يقودهم تركي اسمه (القائد كلج علي) وبربروس هو الذي أرسل هؤلاء الإنكشارية وبما أن كلج علي هذا تابع لحكومة الجزائر، فلا ريب أنه سيقدم إلى مدينة الجزائر بمجرد علمه بتحرك أسطول جلالتكم).
[د - شارلكان وغزو الجزائر]
كان (شارلكان) يعمل جاهدا على خلق كتلة أوروبية قوية تجابه العالم الإسلامي. وعندما توفي الإمبراطور النمساوي (مكسيميليان) طمع (شارلكان) في ضم هذا العرش. وكان ملك فرنسا (فرنسوا الأول) يطمع في السيطرة على هذا العرش أيضا والذي ينضوي تحت لوائه سبعة ملوك وأمراء. ومن هنا، واعتبارا من سنة ١٥١٩، بدأ الصراع بين الملكين. واجتمع الأمراء الناخبون (الالكتر) في مدينة