لم تعدم الثورة الجزائرية، منذ مراحلها الأولى، أن تجد لها أنصارا في وسط الشعب الإفرنسي. غير أن الاتجاه الاستعماري بقي هو المهيمن على السلطة، فكانت أصوات الاحتجاج ضعيفة متخاذلة، ثم أخذت في الانتظام والتعاظم حتى شكلت تيارا قويا. وكانت عدالة القضية في حد ذاتها، ثم أساليب القمع الوحشية، المثيرة لأبسط المشاعر الإنسانية، وما يقابلها من صمود رائع أظهره مجاهدو شعب الجزائر فاكتسبوا إعجاب العالم الذي سيبقى أبدا مشدودا إلى البطولات الأسطورية، كل ذلك أحدث انشقاقا في الرأي العام الفرنسي. وهو انشقاق سيستمر طويلا محورا للجدل والنقاش. وإذا كان من العسير عرض كل الشواهد المتوافرة في هذا المضمار، والتي تعبر عن ظواهر الخير والشر في المجتمع الواحد. فإن اللجوء إلى بعض القراءات (الملحقات) كافية لإبراز مثل هذه المواقف التي يمكن وصفها (بالإنسانية) أو وصفها أيضا (بالنظرة البعيدة للتطور المتوقع - والرغبة في تبديل العلاقات الاستعمارية القديمة بعلاقات استعمارية متطورة). وتبقى إرادة الشعوب هي الحكم في تقويم العلاقات الصحيحة والسليمة: