محيي الدين أن يسحب بفلول قواته إلى (بلاد النمامشة - داخل الحدود التونسية) ورجع محيي الدين بعدها إلى مدينة صيدا في بلاد الشام، وأقام فيها سنة تقريبا بعد أن رفض أبوه استقباله، وبعد أن طرد عائلته من منزله غير أن بعض أصدقاء الأمير عبد القادر في دمشق (أمثال عادل الصلح ومحيي الدين الجوهري) دخلوا في الصلح بين الأب وابنه. كما دخل القائم بالأعمال الإفرنسي بدمشق بعد أن تسلم أمرا من حكومته بطلب العفو عليه من أبيه، فعفا عنه في رسالة وجهها إلى القائم بالأعمال الإفرنسي يوم ١٥ شعبان ١٢٨٨هـ (تشرين الثاني - نوفمبر - ١٨٧١). كما كتب إلى والي الجزائر العام الإفرنسي، يخبره بوصول ابنه إلى دمشق.
٣ - التحريض العثماني
لم تتوقف الدولة العثمانية عن بذل ما تستطيعه من الجهود في محاولة لاستعادة نفوذها في المغرب العربي - الإسلامي. وعندما وقعت الحرب البروسية - الإفرنسية، حاولت الدولة العثمانية من جديد استثمار الموقف. سواء عن طريق (محيي الدين) الذي يقال أنه توجه إلى الجزائر بتحريض من السنوسيين بسوريا، والذين كان لهم ألف من الأتباع والدعاة في الجزائر، يجوبون البلاد (ويدعون إلى الجهاد ضد المسيحيين) أو عن طريق (الجمعية الخيرية الإسلامية للجزائر المحروسة) التي كانت على اتصال بالباب العالي. وجدير بالذكر أنه عندما ظهر (محيي الدين) في خريف سنة ١٨٧٠ بمنطقة الحدود التونسية - الجزائرية، أشاع أتباعه أن جيشا عثمانيا من ستة آلاف جندي هو في طريقه إلى تونس للسيطرة عليها وتحرير الجزائر. ورافق ذلك انتشار دعاة من قبل العثمانيين في (قابس) و (صفاقس)