ولد مع ولادة ربيع الحياة، في يوم من أيام شهر أيار - مايو - سنة ١٨٠٧، وقد جاء إلى الدنيا ليكون رابع إخوته، ولم تكن قرية (قيطنة - أو غتنا) المغمورة تعرف وهي تستقبل المولود الجديد أنها ستكتسب شهرة ما بعدها شهرة، وستنال شرفا ما بعده شرف إذ هي ترحب بهذا القادم الوليد. لقد بقيت قرية (قيطنة) طويلا وهي نائمة بهدوء، على ضفة وادي الحمام في منطقة (اغريس) بالقرب من (معسكر) إلى الجنوب الشرقي من مدينة وهران. وقد آن لهذه القرية أن تهتز لتستيقط من غفوتها حتى تسير على صفحات التاريخ.
وإذا كانت (قيطنة) مغمورة، فإن قاطنيها لم يكونوا بالمغمورين، فقد سبقتهم شهرتهم فتجاوزت أفق الجزائر بفضل ما عرف عن كبيرها من التقى والورع والحكمة والكرم وأصالة المحتد، لقد كان شيخا كبيرا من شيوخ المرابطين المجاهدين، أولئك الذين اشتهرت بهم أيام الأندلس واشتهروا بها، حتى إذا زالت دولة الأندلس انتقلوا إلى ربوع الغرب العربي الإسلامي ليقيموا بين أهلهم وذويهم وليحملوا معهم راية الجهاد في سبيل الله، وزاد الشيخ شرفا على شرفه انتسابه إلى (الهاشميين) قرابة رسول الله (ص).