الداخل). وأقيمت الاحتفالات الضخمة بمناسة هذا النصر. ولم يستمر الصراع طويلا بين الجانبين، إذ عملت القبائل على إعادة توحيد إرادتها من جديد. وجاء (الحسين بن القاضي - شقيق الشيخ أحمد) والذي تولى الإمارة بعد مقتل أخيه، فوضع نفسه تحت تصرف (خير الدين). واستسلم في سنة (١٥٢٩) استسلاما غير مهين تقبله (خير الدين) بالتقدير والاحترام.
وانصرف (خير الدين) لتضميد الجراح التي خلفتها الفتنة الهوجاء، وعمل على إعادة تنظيم الدولة، وشكل الجيش وسلحه بطريقة أفضل مما كان عليه في السابق، وحشد أسطوله الضخم في الجزائر بعد أن ضم إليه ما كان قد غنمه في جهاده البحري خلال الفترة السابقة، وما لبثت الجزائر طويلا حتى استردت قوتها، وظهرت من جديد وهي تمتلك كل القدرات الضرورية لمتابعة الجهاد في سبيل الله، حيث توافرت لها إرادة جماهيرية - شعبية - صلبة، وجيش قوي منظم في البر والبحر، وإرادة قيادية صلبة تعرف هدفها وتضطلع بواجبها على أفضل صورة ممكنة.
[أ - بناء الجزائر والجهاد في البحر]
كان وجود الحامية الإسبانية في (جزيرة الصخرة - صخرة الجزائر) أمر يتناقض مع ما تتطلبه مدينة الجزائر من (الأمن). فقرر (خير الدين) بعد أن تم له تنظيم الأمور العمل على تحريرها. وهكذا أخذت المدفعية الجزائرية بقذف قنابلها الحديدية من مرابضها التي تم تشييدها على مسافة مائتي متر فقط من جدران المعقل الإسباني، وذلك في شهر رمضان ٩٣٦ هـ (٦ أيار - مايو - ١٥٢٩). وأمر (خير الدين) بتجهيز كل السفن الحربية وشحنها بالرجال والعتاد، وأذاع في