حرر المسلمون مدينة عكا من بلاد الشام في السنة (٦٩٤ هـ - ١٢٩٤ م) وطردوا بقايا الإفرنج الصليبيين من كل قلاعهم وحصونهم.
واعتنق دين الإسلام من رغب البقاء في الشرق الإسلامي. وأصيب الغرب بخيبة أمل مريرة وهو يرى البناء الضخم الذي أقامه طوال مائتي عام وهو ينهار دفعة واحدة وتبتلعه رمال الشرق الدافئة. فانطلقت الدعوات التي تزعمها البابا نقولا الرابع في محاولة لتنظيم حملة صليبية جديدة، غير أنه بات واضحا أنه من المحال إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، فانهارت كل الجهود لإرسال حملة للمشرق الإسلامي , ولم تثمر إلا عن توجيه قوة مختلطة أغارت على الإسكندرية ونهبتها ودمرتها (سنة ١٢٦٥ م). بالإضافة إلى تلك الحملة المشؤومة التي قادها لويس التاسع سنة (١٢٧٠ م) فوصلت تونس وانتهت هناك بموت لويس التاسع (أو القديس لويس) على أبواب تونس، بدون أن تحقق نتيجة أكثر من النهب والتدمير.
وعاشت مصر والشام بعد ذلك تحت حكم المماليك البرجية الذين بدأ عهدهم بالمظفر قطز بطل (عين جالوت) وانتهى بقانصوه