للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - الجزائر وبناء القدرة الذاتية

أصبحت الدولة الجزائرية مكتملة البنيان، لها حدودها المعترف بها من قبل جوارها، ولها جهاز حكمها المستقل والتابع إسميا للإمبراطررية العثمانية الإسلامية، ولها جيشها المنظم وأسطولها القوي، والأهم من ذلك كله هو توافر الإدارة الصلبة لدى الشعب المجاهد في الجزائر للاضطلاع بدوره الكبير في بناء مستقبله ودعم قدراته الذاتية وممارسة دور أساسي وحاسم في قيادة الجهاد في سبيل الله ومجابهة الحملات الصليبية الشرسة، وقد استطاع (عروج وخير الدين وابنه حسان) تجسيد طموحات شعب الجزائر وأهدافه، ومن هنا كان الدعم الكبير الذي لقيه (ذوي اللحى الشقراء) من أبناء الجزائر للمضي قدما على طريق الجهاد. وقد تم استدعاء (حسان خير الدين) إلى عاصمة الإمبراطورية العثمانية، في سنة ١٥٥٢م، نتيجة مناهضته للسياسة الإفرنسية التي كانت تستثمر الصراع الإسلامي - الإسباني، لتدعم نفوذها في العالم الإسلامي، ولتمضي في تحقيق هدف الصليبية ذاته ولكن بطريقة متطورة. ومن داخل العالم الإسلامي لا من خارجه، وتم تعيين (المجاهد صالح رايس) لولاية الجزائر برتبة حاكم عام (باي لرباي) أثناء فترة غياب (حسان خير الدين) التي امتدت أربع سنوات (١٥٥٢ - ١٠٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>