كان الشيخ عبد الحميد بن باديس، كبيرا بنفسه، عملاقا بإخوانه، فقد التفت حوله مجموعة من كبار العلماء كلهم ذوو فضل وسعة في العلم، وكلهم يحمل في أعماقه إيمانا راسخا وإسلاما صادقا وحماسة لا حدود لها لخدمة أهداف جمعية العلماء (الإسلام والعروبة والجزائر).
لقد بات من المسلم به أن شخصية الشيخ (عبد الحميد بن باديس) قد هيمنت على الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية لجزائر المسلمين في عقد الثلاثينات (١٩٣٠ - ١٩٤٠). وبات من المسلم به أيضا أن ظلال الجهود التي بذلت في هذه الفترة، قد أرسلت استطالاتها نحو أفق المستقبل، بفضل الشيخ عبد الحميد بن باديس وإخوانه المجاهدين في جمعية العلماء. وإذا كانت الظروف الدولية قد جاءت لتعيق تفاعلات الأحداث - لا على الصفحة الجغرافية للجزائر وحدها - وإنما على الصفحة الجغرافية للعالم، بسبب الحرب العالمية الثانية، فإن تفاعلات هذه