للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[د - من التوازن إلى الهجوم الاستراتيجي]

عقد المجلس الوطني للثورة الجزائرية دورته الثالثة في طرابلس - ليبيا - من ١٦ كانون الأول - ديسمبر - ١٩٥٩ إلى ٢٠ كانون الثاني - يناير ١٩٦٠. وسجل الاعتراف بحق تقرير المصير، وأكد ثقته بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية لفتح باب المفاوضات مع فرنسا. وحدث تعديل في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كما حدث تعديل في قيادة جيش التحرير الوطني، حيث أسندت القيادة العليا العامة إلى (العقيد - الكولونيل - هواري بومدين) (*) يعاونه ثلاثة من القادة.

وخلال هذه الفترة، كانت إدارة العمليات قد أخذت شكلها الثابت - تقريبا -. فقد تفرقت الوحدات الكبرى، ونقلت الفرق المسلحة المتنقلة حرب العصابات إلى جميع القطاعات، وكانت هذه الفرق مدربة أحسن تدريب. وكان نشاطها مسلطا ضد القوات الافرنسية التي تقوم بعملياتها الكبرى فكانت قوات جيش التحرير توجه ضرباتها المحكمة إلى مؤخرة القوات الافرنسية وأرتال إمدادها وتموينها، ومفارزها المنعزلة، وكان جيش التحرير حاضرا في كل مكان، في المدن والبوادي وحتى في أمكنة عمليات التفتيش (التمشيط والكادرياج). وكان ينظم الكمائن الناجحة.

وفرض جيش التحرير سيطرته على الأطلس الصحراوي، بالإضافة إلى تمركزه على الحدود الجزائرية - المغربية وعلى الحدود الجزائرية - التونسية، حيث ساعدت الدولتان الشقيقتان على دعم


(*) أصدر العقيد (هواري بومدين) فور تسلمه السلطة، مجموعة من القرارات التنظيمية التي يمكن مطالعتها في آخر هذا الكتاب (قراءات ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>