المجاهدون بهذه النجدة القوية، فتزايدت حماستهم، وانقضوا على المقدمة التي تضم الغنائم والأسرى - والتي يقودها خونة جيزة - فقضت عليهم قضاء مبرما، وفكت قيود الأسرى من رجال ونساء؛ واسترجعت كل الغنائم والأسلاب. فازداد بذلك رعب الإسبان وانهيارهم. وانهال عليهم المجاهدون في سبيل الله من كل جانب، يعملون في رقابهم السيف، فكادوا يقتلون عن آخرهم، لولا أن مناديا من أهل الأندلس - المدجنين - الذين خضعوا لإسبانيا وتنصروا، نادى المسلمين باللغة العربية:(أن إأسروهم ولا تقتلوهم، فإنكم ستكسبون مالا كثيرا عندما يبعث لكم أهلهم بفديتهم). وهكذا مال بعض المسلمين عن قتل الإسبان إلى أسرهم، فأسروا بعض المئات. وسقط من القوة الإسبانية ثلاثة آلاف قتيل.
وقد استطاع قائد الحملة الإسبانية النجاة بنفسه مع قوة صغيرة، بعد أن بذل جهدا كبيرا حتى وصل إلى المرسى الكبير، وأمضى بضعة أيام، توجه بعدها إلى إسبانيا لتقديم تقريره. وأرسلت الحكومة الإسبانية على أثر ذلك دعما عاجلا لحامية المرسى الكبير يضم خمسمائة محارب , وبذلك انتهت معركة (مسرغين) التي بدأت يوم ٦ حزيران (يونيو) ١٥٠٧ م.
أ - أعداء الداخل (في تنس).
عرفت الإدارة الإسبانية أنه لا قبل لها بفرض سيطرتها عن طريق القوة الغاشمة وحدها، فأخذت في العمل لاستخدام الوسيلة (التكميلية) عن طريق استثمار التناقضات الداخلية، والاستعانة بأعداء الداخل من الخونة. وتم للإدارة الإسبانية ذلك عندما أمكن لها توطيد علاقاتها مع الأعراب المحيطين (بالمرسى الكبير) والذي أطلق