خرجت فرنسا من مجموعة الحروب الأوروبية (وأبرزها حرب السبع سنوات وحرب الوراثة الإسبانية)(١) وهي مجردة من مناطق نفوذها في أوروبا ومن مستعمراتها فيما وراء البحار .. في حين أصبحت إنكلترا وقد امتلكت قدرة بحرية صخمة جعلتها سيدة البحار في العالم، وانتزعت من فرنسا مناطق تجارتها وجردتها من مستعمراتها. وظهر بوضوح أن تفوق القوات الإفرنسية في البر قد عجز عن منافسة القوات الإنكليزية في البحر. غير أن انفجار الثورة الإفرنسية قد ضمن لفرنسا تأمين موارد بشرية ضخمة عبرت عنها الحروب النابوليونية أفضل تعبير. وقد حاولت فرنسا الانتقام من إنكلترا عبر دعمها لحرب الاستقلال الأمريكية (التي انتهت سنة ١٧٨٣) غير أن هذه الحرب لم تفد فرنسا شيئا من الناحية الاقتصادية. كما حاولت فرنسا الثورة قطع طريق الهند باحتلال نابليون لمصر (١٧٩٨) غير أن
(١) حرب السبع سنوات هي الحرب التي قادها فريدريك العظيم ضد النمسا وفرنسا وروسيا لتوحيد ألمانيا ويطلق على القسم الثاني منها الحروب السيليزية (١٧٥٦ - ١٧٦٣م) أما حرب الوراثة الإسبانية فهي الحرب التي قادتها إنكلترا والنمسا والإمارات الألمانية ضد فرنسا (١٧٠٢ - ١٧١٤).