اتخذ الأمير عبد القادر من حدود المغرب قاعدة لغزواته في الجزائر لفترة من الوقت، ثم ينسحب إلى الأرض المغربية مما دفع القوات الإفرنسية لزج فرقة عسكرية ضخمة بقيادة (لامورسيير) لاحتلال الجزء الذي ينطلق منه الأمير عبد القادر، ولم يكن خط الحدود الجزائرية - المغربية محددا بدقة. واختار (لامورسيير - وبيدو) مقرا لهما في زاوية حملت اسم (لاللامغنية) وهي امرأة مرابطة اشتهرت بورعها وتقواها. (ولا يزال هناك ضريح أقيم لها رسميا في المكان ذاته) وفي (لاللامغنية) حفر الإفرنسيون خنادقهم، وعلقوا معداتهم وغنوا أغانيهم، وأهرقوا خمورهم، وعربدوا عربدتهم، فكان في ذلك تدنيس لحرمة المكان المحترم، وانتهاك مثير ووحشي لمشاعر المسلمين. وانطلقت صرخة الغضب فترددت لها أصداء قوية في كل المغرب الإسلامي. مما دفع سلطان المغرب (سيدي عبد الرحمن) لتوجيه جيش بقيادة القائد (القناوي) الذي كان شريفيا متعصبا مرتبطا بالدم مع عائلة السلطان. وطلب القناوي من الإفرنسيين الجلاء عن (لاللامغنية) يوم ٢٢ أيار - مايو - ١٨٤٤. غير أن الإفرنسيين سخروا من هذا الطلب وفي يوم ٣٠ أيار (مايو) تقدم الجيش المغربي، واشتبك