لم يتوقف الصراع يوما بين المجاهدين في الجزائر وبين أعدائهم المتمركزين في وهران والمرسى الكبير، وقد أخذ هذا الصراع أشكالا مختلفة بداية من العزل والتطويق وحرمان الحامية الإسبانية من المواد التموينية وحتى الاستنزاف المستمر بطرائق الصراع المسلح. وتعرضت الحامية الإسبانية لنكبات كثيرة، ولمحن صعبة، وكان من أبرز ما جابهته الحامية الإسبانية تلك المعركة التي فرضها عليها حاكم (بايليك الغرب) محمد بن عثمان الكردي - المشهور بمحمد الأكحل لشدة سمرته - حيث أرغمها بعد فترة من الحصار على مغادرة المدينة (سنة ١٧٨٠) والاشتباك في معركة تصادمية خارج الأسوار انتهت بتدمير قسم كبير من الحامية. واستمرت بعد ذلك أعمال الحصار حتى ١٤ أيلول - سبتمبر - ١٧٨٤م. حيث أمكن قطع الماء عن مدينة وهران. ثم تعرضت المدينة للهجوم يوم ٢٦ أيلول - سبتمبر - وأمكن احتلال (البرج الأحمر,) بعد تضحيات كبيرة ومعارك بطولية رائعة. واستمرت عمليات الصراع بين تصعيد وتهدئة، وبين توتر واسترخاء. حتى إذا ما كان ليل ٨ - ٩ تشرين الأول - أكتوبر - ١٧٩٠ حدثت هزة أرضية عنيفة في الساعة الواحدة صباحا واستمرت ولفترة ثلاث دقائق، وانتهت بتدمير وهران تدميرا شبه كامل، وأصيبت الحصون