لقد حاول الاستعمار الفرنسي، باستمرار، إسدال ستار كثيف على الجزائر لعزلها عما يحيط بها، ولفصلها عن عالمها العربي الإسلامي، ومقابل ذلك، أقام - الاستعمار الفرنسي علاقات جديدة للجزائر تربطها بما كانوا يسمونه (أفريقيا الفرنسية). وقد نجح الاستعمار في ذلك، إلى حين، وكان نجاحه محدودا، إذ بقيت قنوات الاتصال مفتوحة ينقلها إلى العالم العربي -الإسلامي طليعة مجاهدة يحتل عبد الحميد بن باديس والشيخ البشير الإبراهيمي ورابطة العلماء المرتبة الأولى فيها، ومقابل ذلك، كان العالم العربي- الإسلامي يحاول باستمرار أيضا، اختراق جدار العزلة الافرنسية، وليس هناك من ينسى تلك المناقشات التي كانت تدور في كل مقهى وفي كل مكان من فرنسا ذاتها كلما التقى جزائري بإنسان عربي مسلم من أبناء بلاد العالم العربي ولقد كان هذا التأثير المتبادل محدودا جدا، وكان ذلك يثير نوعا من التشاؤم في نفس الإنسان العربي بشأن مستقبل هذا القطر، العزيز على قلب كل إنسان عربي مسلم.
لم يكن من الغريب، بنتيجة ذلك، أن يستقبل العالم أنباء انفجار الثورة في الجزائر صبيحة الفاتح من نوفمبر - تشرين الثاني -