اليهود الإفرنسيين الذين هاجروا إلى إسرائيل عند إقامتها من الجزائريين اليهود الذين تم تنظيمهم وتدريبهم على توجيه الأمور الإدارية والسياسة وتكوين الأجهزة القيادية (الكادرات) لتنفيذ السياسة الإفرنسية بالتعاون مع أبناء دينهم في باريس) (١).
د - التحريض الخارجي (البروسي - العثماني).
١ - التحريض البروسي:
انفجرت الحرب البروسية - الإفرنسية في شهر تموز - يوليو - ١٨٧٠. وعلى أثر ذلك نشطت أجهزة الدعاية البروسية وشبكات جاسوسيتها في العمل ضد فرنسا، في أوروبا وخارجها على حد سواء. وانعكس ذلك بصورة طبيعية على صفحة الجزائر، حيث حاولت بروسيا استثمار النقمة المتعاظمة ضد فرنسا وممارساتها وتوظيف الغضب الشعبي ضد الوجود الإفرنسي في الجزائر. وقد تم اختيار تونس لتكون قاعدة للنشاط المضاد لفرنسا بسبب قرب الحدود من جهة، ونظرا لتوافر أعداد صخمة من اللاجئين والمنفيين من الجزائريين الذين كانوا يستقرون في المناطق المتاخمة للحدود التونسية - الجزائرية، من جهة ثانية. وعلى هذا، نظم البروسيون شبكة إعلامية سرية في صيف ١٨٧٠ بهدف التحريض ضد السيطرة الإفرنسية بالجزائر، خاصة بعد انفجار أحداث الرابع من أيلول - سبتمبر -. وكان على رأس هؤلاء العملاء والجواسيس البروسيين (جيرارد روهلف) و (الدكتور وتزستاين) اللذان وصلا إلى تونس بحرا - عن طريق حلق الوادي في شهر آب - أغسطس - ١٨٧٠. وقد وقع الاختيار
(١) التحدي الإسرائيلي - لوسيان كارفو - لبنان (طبعة فرنسية) ص ٤٥.