عيد الجلاء). غير أن الأحداث في الجزائر تطورت بصورة عكسية لأسبارب كثيرة أبرزها:
١ - قرب فرنسا من الجزائر وتوافر الإمكانات لزج قوات ضخمة في المعركة.
٢ - وجود طابور خامس قوي يشكله المستوطنون الإفرنسيون - بالدرجة الأولى -.
٣ - وجود قواعد برية وجوية وبحرية خاصة بالإفرنسيين.
وكان من نتيجة ذلك، شعور فرنسا بقدرتها على الإمساك بالمبادأة العسكرية. وإجراء المذبحة الرهيبة المعروفة بمذبحة ٨ أيار. وقد يكون من المناسب عرض الموقف بالدقة التي عرضتها فيها باحثة جزائرية، عالجت هذا الحدث التاريحي بالتالي:
(أ) من وثائق الحدث التاريخي (*):
كان من جملة ما أسفرت عنه الحرب العالمية الثانية، وبلادنا - الجزائر - كانت مسرحا من مسارحها، ذلك الوعي السياسي الذي تفجر فيها، كما تفجر في كثير من الشعوب المحكومة، فقامت تسارع للحرية والتحرر، لا تبتغي عنها ردا، ولا عدولا، ولا ترضى بغيرهما بديلا. وكان لا بد لهذا الاتجاه الشعبي العارم من منظمة سياسية تحتويه صقلا، وتسعه تنظيما، وتستوعبه توجيها، وتعده ثورة جامعة تحقق تلك الأهداف السامية التي طالما تطلبتها الأمة، ونشدها الشعب، وتغنت بها الجماهير.
(*) البحث هنا منقول كما ورد في (مجلة التاريخ) الصادرة عن المركز الوطني للدراسات التاريخية - الجزائر رقم ٤ أبريل - ١٩٧٧، ص١٦١ - ١٧٥ للباحثة السيدة نادية حرز الله تحت عنوان (حول حوادث ٨ ماي ١٩٤٥).