للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخرون، والاخلاص المطلق لقضية الجهاد والقضية الوطنية، قد وضعا حدا لكل انحراف نحو انتحال السلطة الفردية.

...

عند هذه النقطة يمكن الوقوف لحظة أمام أولئك الرواد التاريحيين الذين أشعلوا فتيل الثورة. وعند هذه النقطة أيضا، تنكس الرايات، لا رايات الجزائر المجاهدة فحسب، بل رايات الحرية في العالم إجلالا لأرواح تلك الطليعة التي ستبقى أسماء أبطالها نماذج للتضحية وإنكار الذات، والدفاع عن الإسلام والعروبة في جزائر المسلمين.

لقد مضى مصطفى بن بولعيد ومحمد العربي بن مهيدي وباجي مختار وبن عبد المالك رمضان وبشير شيهاني ومراد ديدوش وراشد ملا ويوسف زيروت وسودازي بوجمه، وسواهم كثير من جيل الرواد، وستبقى أسماؤهم الساحرة منارات تضيء سماء الجزائر وتشرق لها سماء الحرية. وإذا كانت الشهادة من نصيب هؤلاء، فقد كان الاستمرار في الجهاد من نصيب بقية القافلة الريادية. والتي ضمت على سبيل المثال، من سبق ذكرهم من أعضاء (اللجنة الثورية للوحدة والعمل).

...

١ - مصطفى بن بولعيد: هبط من جبال الاوراس وهو يحمل معه كل شمم الجبال وشموخها، وانصرف للعمل الدؤوب، يصل الليل بالنهار حتى أمكن له جمع ثروة مالية كافية لتأسيس شركة نقل (أريس - بطنا). وظن أن الحياة قد

<<  <  ج: ص:  >  >>