مضى (كلوزيل) في الإعداد لغزوته الكبرى، ووضع خارطة تظهر المستعمرة (الجزائر) وقد قسمت إلى عدد من المناطق (البايليكات) مع وضع أسماء البايات المحليين المعينين لحكمها. ولم يكن الأمير عبد القادر غافلا عما يعمل له (كلوزول - أو كلوزيل). فقد كانت عيونه (جواسيسه) تعمل بنشاط لتنقل له الأخبار فورا وبصورة دقيقة، وعندما علم بما يعتزم خصمه (قائد وهران كلرزول) تنفيذه، صمم
على أخذ المبادأة، واستنفر القبائل، ودفعها نحو العاصمة (الجزائر) تحت قيادة خليفته (في مليانة). وقد أفاد هذا الخليفة من الدعم الذي وصله (وهو خمسة آلاف مقاتل) فانطلق من قاعدته (مليانة) واجتاح سهل (متوجة أو متيجه) فهزم القبائل المتنصرة، وقتل منهم أعدادا كبيرة وأسر منهم أعدادا أكبر. ومضى في تقدمه حتى وصل أبواب (الجزائر). وعندما كثرت المغانم، وتزايدت أعداد الأسرى، أوعز خليفة الأمير في مليانة إلى نائبه باصطحاب فئة من الجند لحراسة المؤن والأسرى وتسليمها لإرادة الأمير. وفي الوقت الذي كان خليفة (مليانة) يحقق انتصاراته الرائعة على القبائل المتنصرة وعلى الحاميات الإفرنسية، كان خليفة الأمير (بتلمسان) يقاوم