تلك هي بعض النماذج للمقاومة في الجزائر، وقد كانت هذه النماذج، على ضعفها، وعلى عيوبها مصدر قلق للإدارة الإفرنسية فعملت على إبعادها ونفيها. وقد أصبح هذا الأسلوب من الأساليب الثابتة التي طبقتها الإدارة الإفرنسية في كافة العهود
المتتاليه (من كلوزول إلى دوروفيغو وحتى بيجو). وذلك بهدف السماح للأجهزة الإفرنسية بممارسة عملها في إجراء كل التغييرات بعيدا عن كل شغب أو اضطراب يعود لأسباب اجتماعية أو سياسية بين المواطنين. وإلى جانب ذلك، حاولت فرنسا تجنب دفع النفقات الباهظة التي يتطلبها الاحتلال، وبقاء قوات إفرنسية ضخمة، فعملت على إنشاء وحدات وطنية - جزائرية - تتكفل الإدارة الإفرنسه بتأمين طعامها وإقامتها ورواتبها. وقد اصطدم تشكيل هذه الوحدات في البداية بالكثير من المقاومة، غير أن القيادة الإفرنسية لم تيأس، فاستمرت في محاولاتها، متبعة في ذلك ذات الأساليب التي كان يستخدمها الأتراك في تنظيم الوحدات الجزائرية. وبدأ (دوبورمون) بتطويع الجنود من المتطوعين من قبائل (زواوة)(١) حيث