يظهر العمل السياسي السري، على ما هو معروف، في ظروف القمع القهري، والحرمان من ممارسة العمل السياسي بصورة علنية. وقد تعرضت التنظيمات السياسية في الجزائر، منذ ظهورها، للمطاردة المستمرة، وعمليات القمع المتتالية، والاضطهاد لزعمائها والأعضاء العاملين فيها - على نحو ما سبق عرضه في التنطيمين الرئيسيين (حزب الشعب الجزائري) و (أصدقاء البيان الجزائري). ومن المعروف أن البدايات المبكرة للتنظيم السري قد بدأت منذ حل حزب (نجم شمال أفريقيا) غير أن ذلك التنظيم السري فقد قوته تدريجيا. وعلى هذا فإنه بالإمكان القول أن تاريخ النظام السري السياسي في الجزائر يرتبط ارتباطا وثيقا بتنظيم حزب الشعب الجزائري في سنة ١٩٣٧. فعندما تم حل هذا الحزب، كان للتنظيم السري دوره الكبير في إعادة تنظيم (حركة انتصار الحريات الديمقراطية). حيث عمل هذا التنظيم على الاستمرار في حمل مبادىء الحزب، والتأكيد على صموده بالرغم من قرار الحل الرسمي. وعندما أعيد تنظيم حزب الشعب تحت عنوان الواجهة الجديدة (حركة انتصار الحريات الديمقراطية). قسم العمل فيه على مستويين: