تقع مدينة (المدية) إلى جوار مدينة (مليانة)، ونظرا لأهمية موقعها، فقد حاول الإفرنسيون الاستيلاء عليها، وفي الوقت ذاته كان (باي قسنطينة) يفكر باحتلالها نظرا لأنها تقع على مفترق الطرق، ولأنها همزة الوصل مع المغرب، ولذلك قرر الأمير عبد القادر احتلالها ليتخذها ذريعة للهجوم على (باي قسنطينة). غير أن أصدقاء الأمير القدامى (الحاج موسى) وهو من أسرة شريفة قد أصبح من أعدائه، وأخذ في استثارة جميع القبائل العربية، نظرا لمناهضته للباي حاكم قسنطينة الذي كان يخوض صراعا مريرا وجهادا مشرفا ضد الكفار. ونادى (الحاج موسى) جهارا، فطالب الناس بالجهاد، ورفع رايته، وجاءته جموع المجاهدين من (باي قسنطينة) و (باي تونس) فأمكن له بذلك حشد قوة من (١٢٠٠) فارس. وقادهم إلى باب (المدية) وطلب من حراسها أن يفتحوا له باب الحصن، فامتنعوا، ودارت بين الطرفين مجموعة من المعارك استمرت أسبوعين انتهت بنجاح (الحاج موسى) في فرض إرادته على (المدية) التي فتحت له أبوابها، واتفقت معه على دعمه بالمؤن لمهاجمة الإفرنسيين. غير أن الحاج موسى طلب إلى الأمير عبد القادر قبل قيامه بالهجوم أن ينضم إليه ليجاهدوا معا في سبيل الله.