وقعت في يوم (٢٠ - أوت - آب - ١٩٥٥) معركة حاسمة كانت نقطة تحول في حياة الثورة. فعلى الرغم من وصول إمدادات إفرنسية كبيرة، وعلى الرغم أيضا من إعلان (حالة الطوارىء) فقد تابع جيش التحرير الوطني الجزائري تطوير أعماله الثورية. وخلق حالة من الفزع وعدم الطمأنينة في المزارع الفردية وفي مخازن الغلال، وفي قطع طرق المواصلات. ونجحت مقاطعة المنتجات الإفرنسية نجاحا منقطع النظير (مثل مقاطعة الأطباق أو الصحون).
وجاءت معركة العشرين من أوت - آب - ١٩٥٥ تتويجا لهذه المجهودات كلها، فبعد أشهر طويلة من الإعداد، قام جيش التحرير بمجموعة من الهجمات المنسقة والتي تم تنفيذها في وقت واحد، ضد أهداف محددة في منطقة قسنطينة. وكان القتال أشد ما يكون في (كولو) و (سكيكدة - أو فيليب فيل كما كان يسميها الإفرنسيون) و (غويلمة) و (قسنطينة). وفي هذا الوقت ذاته، قام المغاربة (المراكشيون) بالهجوم على قرية (وادي زم) في المغرب، وقامت اضطرابات أخرى في أماكن أخرى بمناسبة الذكرى الثانية لقيام السلطات الإفرنسية بخلع السلطان (مولاي محمد الخامس). وفي