لقد أعلن يوم ١٩ سبتمبر - ١٩٥٨ عن تشكيل حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية، وإن هذا الإعلان الذي تم باسم شعب يكافح منذ أربع سنوات من أجل استقلاله، يعيد الدولة الجزائرية التي حذفتها من الخريطة السياسية لشمال أفريقيا، صروف الاحتلال العسكري الذي تم سنة (١٨٣٠).
وهكذا وضع حد لأبشع اغتصاب وقع في القرن الماضي، والذي أراد أن يحرم شعبا من جنسيته، وأن يحيده عن مجرى تاريخه، وأن يحرمه من وسائل عيشه، وأن يجعله بقايا من إنسان، وهكذا انتهى ليل طويل من الأساطير ومن الزيف، كما انتهى زمن الاحتقار والإهانة والعبودية، وإن شعبا لم يتخل ولو مرة واحدة طوال (١٢٨) سنة من الهيمنة على
(*) المرجع: مجلة (المجاهد) الجزائرية - العدد (٣٠) ١٠ أكتوبر - ١٩٥٨، و (ملفات وثائقية - ٢٤) وزارة الإعلام والثفافة - الجزائر - ١٩٧٦ ص ٦٩ - ٧١.