كان ذلك يوم ١٢ كانون الثاني - يناير - ١٩٥٩. حيث كانت المحكمة العسكرية تعقد جلساتها بشكل استثنائي في قصر العدل في مدينة الجزائر لمحاكمة (الاتحاد العام للعمال الجزائريين). وكان الجو هو الآخر غريبا. الجمهور واقف، كثير العدد، ومعظمه من الجزائريات المحجبات. إن الصورة التي أعطيت عن زمن السلم تذكر بقصيدة الشاعر الفاسي الذي غنى (الجمعة، يوم خروج الريم) الغزلان البيضاء التي تشاهد أيضا في مدينة الجزائر حول الحمامات وقبو القطار، وضريح سيدي ابراهيم - قرب الأميرالية - أو حول جامع سيدي محمد في (البلكور). لكن الصور الخيالية تتلاشى عندما يتجه النظر تحت تأثير قرقعة السلاح، إلى جموع