ثمانية آلاف، ونهب رجال الحملة ما قدرت قيمته بـ (٤٨) مليون دينار جزائري اقتسمها الجنود. وكان نصيب الكاردينال الموقر من الغنيمة وفيرا، وقد اتجه على الفور لأداء واجبه المقدس، وذلك بتحويل مساجد وهران إلى كنائس، وجعل المسجد الأعظم كاتدرائية (وكتب لمدينة وهران بعد ذلك، أن تبقى تحت ربقة الاستعمار الإسباني حتى سنة ١٧٩٢).
وقد نتج عن انتصار الإسبانيين في وهران مجموعة من التحولات أبرزها:
١ - خضوع بني زيان للإسبانيين، واعتراف (أبو حمو الثالث) بتبعيته وخضوعه للحكم الإسباني وتقديم جزية سنوية مقدارها إثنا عشر ألف دوقة ذهبية (ما يعادل ٢٨٨ ألف دينار جزائري).
٢ - خضوع رجال قبائل (بني عامر) وغيرهم من الأعراب الواقعين ضمن دائرة وهران الإسبانية للحكم الإسباني، وأصبحوا له أعوانا وجنودا وعيونا.
[ج - احتلال بجاية]
تقع بجاية على مجرى وادي الصومام الذي يجترق الجبائل القبائلية عند مدينة (أقبو) ونظرا لأهمية موقعها، وللمكانة الدينية التي كانت تحتلها فقد كانت الهدف التالي للكاردينال (خمينيس) الذي أمضى وقتا بالاستعداد لنقل ثقل الهجوم من اتجاه المغرب إلى اتجاه المشرق.
وبدأت عملية احتلال بجاية بمناورة خداعية، إذ ركب الجيش الإسباني السفن وغادر المرسى الكبير يوم ٣٠ تشرين الثاني (نوفمبر)