اشطورا) (١) من أجل مساعدة قوات الحملة الإسبانية على احتلال مدينة (وهران).
واستعد المجاهدون في وهران للقاء قوات العدو، واصطدموا بهذه القوات في ظاهر المدينة غير أن تفوق الإسبانيين بالقوى أرغمهم على العودة إلى المدينة للإفادة من تحصيناتها. وبينما كان المسلمون على الأسوار، كانت القوات الإسبانية تتجمع أمام أحد الأبواب الذي لم يلبث الخونة أن فتحوه فتدفقت جموع المقاتلين كالسيل الجارف تجتاح كل من يعترضها. وانسحب المجاهدون من الأسوار والأبراج للدفاع عن منازلهم، فيما كانت بقية القوة الإسبانية تتدفق من كل أبواب المدينة. ودارت مذبحة رهيبة سقط فيها أكثر من أربعة آلاف مسلم ومسلمة.
وعلى الرغم من ذلك استمرت فلول المجاهدين في مقاومتها لمدة خمسة أيام (حول المسجد الأعظم في حي الفقيه). ولم تتوقف المقاومة حتى قضي على المجاهدين، وانطلقت القوات الإسبانية تقتل وتأسر وتستبيح وتنتهب وتنتهك المحرمات - على مشهد من الكاردينال خمينيس - وبمباركته. وزاد عدد الأسرى الذين استعبدهم الإسبان عن
(١) كان هذا اليهودي - اشطورا - من مهاجري الأندلس، ومن الذين أنقذتهم عدالة الإسلام - والمسلمون في وهران بالذات - من المحارق الإسبانية. واستخدمه حاكم وهران قابضا عاما للمكوس في وهران. فخان المسلمين لقاء ما قدمه له حاكم (المرسى الكبير) من الأموال الضخمة والتي ساعدته على شراء ضمير القائد الخائن عيسى العريبي والقائد الخائن ابن قانص، اللذين ساعداه على فتح أبواب وهران أمام حجافل الغزاة الإسبان، والدين كافؤوه بعد ذلك بتعيينه لجباية الخراجات البرية والبحرية وتوارثها عنه بنوه (من سنة ٩١٥ - إلى سنة ٩٨٠) حتى ثار عليه النصارى لجوره وظلمه وفسوقه فطردوه من البلاد , (حرب الثلاثمائة سنة ص ١١١ - ١١٦).