من واجب الثورات أن تسير قدما، وإلى الأمام دائما، وإلا فإنها تبدو في طريق التخاذل والضعف، فعلى الصعيد العسكري، كان من الضروري أن يتسع نطاق الصراع في العام ١٩٥٦ على غرار الهجمات التي وقعت في العشرين من أوت - آب - ١٩٥٥. والتي تركت بعض الآثار النفسية الرائعة. وكان النشاط العسكري قد استمر في جميع الولايات طوال الأشهر التي سبقت مؤتمر (وادي الصومام) وتلته، ولكنه لم يترك أثرا ملحوظا في فرنسا نفسها. وفكرت الجبهة بأنها لو تمكنت من القيام بنوع من العمل في قلب المدينة (العاصمة) فإن تبدلا ملحوظا قد يطرأ على الرأي العام الإفرنسي والسلطات العسكرية بالنسبة إلى تقديراتها لقوة جبهة التحرير. وترى الجبهة أن الثورة الجزائرية، حققت أكبر انتصار لها، كما منيت بأكبر هزيمة في - معركة مدينة الجزائر، ولعل من أروع ما قامت به الجبهة من أعمال تنظيمية، هو أنها جعلت من العاصمة منطقة مستقلة، تضم بالإضافة إلى الضباط العاديين المختصين بالنشاط السياسي والعسكري والاعلامي وتأمين الارتباط، جهازا خاصا لإلقاء القنابل، ولجانا للمثقفين والتجار والعمال الفنيين. وكانت هذه اللجان تتولى