صدمت الحكومة الإفرنسية لدى وصول أخبار هزائم قواتها في الجزائر. فأسرعت بعزل (كلوزول) وعينت (الجنرال بيجو مكانه. وحددت له مهمته بالتالي (إما أن يعقد الصلح مع عبد القادر وإما أن ينتصر عليه). ووصل بيجو إلى الجزائر، وبدأ على الفور اتصالاته بالأمير. وجرت مرحلة طويلة من المفاوصات، وتبادل الرسائل. غير أنه كان من المحال على الأمير الانفراد بأمر خطير بدون استشارة قادته وزعماء قومه. فدعا إلى مؤتمر عام يجتمع على ضفة نهر (هبرة) يوم ٢٥ أيار - مايو - ١٨٣٧. وفي الموعد المحدد، حضر شيوخ القبائل الكبار وزعماء الفرسان العسكريين، وشيوخ المرابطين وأعيان المجاهدين في إقليم وهران. وافتتح الأمير المؤتمر بقوله:(لا أريد أن أسمع أحدا منكم يتهمني بالرغبة في عقد السلام مع المسيحيين. إن قضية السلام والحرب هي قضية أنتم الذين تقررونها) ثم تابع حديثه فشرح طبيعة المراسلات التي تمت بينه وبين بيجو، والاقتراحات والعروض التي تقدم بها كل منهما للآخر - وتبع ذلك حوار طويل وعاصف. إذ وقف عدد من المخلصين لقضية الجهاد فعارضوا الاتفاق مع أعداء الدين وانضم إليهم الراغبون في مقاومة