الإقليم الجنوبي، وبالتالي، فإن عملية النحت المائي والترسيب ونقل المواد المفتتة في إقليم الأطلس التلي هي أنشط منها في الأطلس الصحراوي، الذي كثيرا ما نجد عند سفوح جباله المفتتات الصخرية المتراكمة التي تنتظر سيلا جارفا أو أمطارا كافية لنقلها. أما الانحدار العام في هذا الإقليم الجنوبي فهو يتجه من الغرب الى الشرق، كما تبينه ارتفاعات الجبال التالية:
١ - جبال العين الصفراء، وأعلى قلة (قمة) بها تصل إلى (٢٢٣٦م) وهي قمة جبل عيسى.
٢ - جبال عمور، وبها قلة (قمة) جبل الطويلة؛ التي يصل ارتفاعها الى (١٩٣٧م)، وبوبرقة (١٩٥٩م).
٣ - جبال أولاد نايل: ويصل ارتفاعها حتى (١٥٠٠ م) بالقرب من الجلفة.
ويظهر ذلك بوضوح أن الانحدار يأخذ في التناقص، وتأخذ الجبال في الضمور، وهي تتجه من الغرب الى الشرق، حتى تكاد تختفي عند (بسكرة) التي تسمى عتبة الصحراء، أو الممر الطبيعي بين الشمال والجنوب. ولهذا مدت السكة الحديدية التي تربط بين (توقرت) و (قسنطينة) بهذه المدينة. وخلال هذا الممر الطبيعي، الى الشرق من مدينة بسكرة، يعود الارتفاع مرة أخرى بصورة مباغتة، ويشتد الانحدار، وتظهر جبال الأوراس الشامخة التي يبلغ ارتفاع أعلى قمة بها (وهي قمة أم كلثوم- ٢٣٢٩م) وهي بذلك أعلى قمة جبلية في شمال الجزائر، لافي الجزائر كلها، حيث أن جبل تاهت بالهوقار يبلغ ارتفاعه (٢٩١٨م) وهو بذلك أعلى جبل في الجزائر كلها. وتتكون جبال الأوراس الواسعة من صخور جيرية شديدة الارتفاع، تتلقى