أوضح سفير متربيخ (فون أوستن) موقف بلاده من أحداث المشرق في ١٦ حزيران - يونيو - ١٨٣٣ بالتالي:(لم يعد هناك مفر من إقامة إمبراطورية عربية تحت لواء محمد على في القريب العاجل) وقد يظهر هذا المشروع غريبا، لكن شتى الدوافع قد أجمعت على تحقيقه فعلا. فمن جهة سيندفع باشا مصر بطموحه وتهوره إلى العمل على تخفيفه، ومن جهة أخرى تسهل ظروف الموقف السياسي والعسكري الجديد نفسها خلق مثل هذه الإمبراطورية. وإني أرى إلى جانب إمكانيات الباب العالي المعدومة، وهيبته المتداعية يوما عن يوم، جيشا عربيا مدربا أحسن تدريب، مزهوا بالنصر، وأسطولا جبارا، وموارد كافية لزيادة حجم هذا الأسطول وذلك الجيش إلى ثلاثة أضعافهما، وإدارة في غنى تام تقريبا عن الأتراك، وانبعاث الروح القومية عند العرب. وميلا واضحا لدى أوروبيين كثيرين إلى حكومة محمد علي، وأخيرا تقديرا متعاظما وواسعا يتمتع به هذا الأخير على امتداد البلاد الناطقة بالعربية) (١).
(١) أوروبا ومصير الشرق العربي. حجار - ص ٨٤ و ٨٠ و ٨٦.