للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - الإدارة في مجتمع الثورة

لقد عملت الإدارة الفرسية الاستعمارية طوال ليل الاستعمار على تدمير الإنسان الجزائري من أجل إحكام السيطرة على الثرى الجزائري والوطن الجزائري، وأحكمت سيطرتها على الأرض الجزائرية من أجل تدمير الإنسان الجزائري والتحكم بأموره ومصيره، واسترقاقه من غير إعلان عن تطوير نظام الرق. ومن خلال عملية التدمير المتعمد والتعسفي للإنسان الجزائري والأرض الجزائرية، زالت أو كادت تزول شخصية الجزائر المادية والمعنوية. وهكذا فعندما انطلقت شرارة الثورة كان لا بد للقيادة التاريخية من ممارسة عمل مزدوج: تحرير الأرض من جهة،

وتحرير الإنسان من جهة ثانية، ولم تكن هذه العملية بالعملية السهلة، إذ كانت أعباء قيادة الجهاد في تلك الظروف العسيرة كافية لإرهاق أقوى القيادات وأصلبها. غير أن الضرورات فرضت وجودها واضطر القادة التاريخيون للقيام بالعمل المزدوج في وقت واحد: بناء المجتمع الجزائري وتنظيم الإدارة الجزائرية. وكان هذا العمل المتكامل هو الذي أعطى الثورة الجزائرية طابعها المدني - العسكري، إذا جاز التعبير، أو مجتمع السلم والحرب، بتعبير آخر. ويفسر ذلك الطابع الذي لا زالت الجزائر تحمل أثره

<<  <  ج: ص:  >  >>