إحضار الكتب إليها من كل أنحاء المشرق العربي - الإسلامي (وقد كلفت المكتبة كثيرا من الوقت والجهد) على حد تعبير الأمير، وأقام في (تاقدامت) دارا لسك النقود الفضية والنحاسية (التي حمل أحد وجهيها عبارة - باسم الله - نعم المولى ونعم النصير - وحمل وجهها الآخر عبارة: ضرب في تاقدامت بأمر السلطان عبد القادر). كما أقيمت في (تاقدامت) مصانع النسيج التي أخذت في إنتاج الأقمشة ذات النوعية الممتازة. علاوة على مصانع الأسلحة والذخائر. ونظمت حماية المدينة، فكان هناك اثني عشر مدفعا وستة مدافع هاون منتشرة بين التحصينات القوية.
[د - التنظيم الإداري والتموين]
كان على (الأمير عبد القادر) استثمار كافة الموارد لما يطلق عليه اسم (إقتصاد الحرب). فقد كان عليه، كما قال هو ذاته:(توفير المصاريف لادارتي. كان علي أن أصنع كل شيء من العدم، رغم أنني قيدت نفسي بالإنفاق على ما هو ضروري فقط. فكان لابد من فرض الضرائب الثقيلة) ومن أجل ذلك، أمر خلفائه في الأقاليم بمراقبة الموارد مراقبة شخصية، فكانوا يقومون بجولة مرتين في السنة، مرة في الربيع لجمع الزكاة، وأخرى أثناء الحصاد لجمع العشور. وكان عليهم خلال جولاتهم مراقبة إدارة الآغوات وتنظيمها، ورفع التقارير إلى الأمير عن أي شكوى ضدهم، كما كان عليهم الإشراف على الأعمال الأخرى التي تجري في أملاك الدولة. وكان يتبع - الخلفاء - في جولاتهم، عادة، فرقة نظامية وقوة من الفرسان غير النظاميين - الإحتياطيين - المعروفين باسم (الصبائحية). ذلك أنه كان من الصعب حمل الأعراب على دفع الضرائب طوعا، لا سيما عندما كان