تقع في كل حرب من الحروب - التقليدية أو الثورية - بعض الأحداث المثيرة والغريبة، وهي أحداث قد لا تكون ذات أهمية من الناحية العسكرية، إلا أنها تحمل مضمونا كبيرا من حيث تأثيرها في الرأي العام المحلي أو العالمي. وقد وقع مثل هذا الحدث في قرية (ميلوزة) في أواخر (ماي - أيار - ١٩٥٧) حيث زعم أن الذكور من أهل هذه القرية الواقعة في وسط الجزائر، والذين يبلغ عددهم ثلاثمائة وثلاثة أشخاص، قد قتلوا في ليلة واحدة بسبب ولائهم للحركة الوطنية الجزائرية التي كان يتزعمها (مصالي الحاج). وقد أعلن رئيس الجمهورية الافرنسية (كوتي) عن تأثره الشديد لهذا الحادث، فناشد الضمير العالمي أن يحمل على هذا العمل وأن يستنكره.
وقد أحيط الحادث بالكثير من الغموض، ولم تسمح السلطات الإفرنسية لأي مراقب خارجي محايد بإجراء تحقيق في الموضوع، أو إحصاء عدد القتلى، والظاهر أن هذا الحادث لم يقع في قرية (ميلوزة) ذاتها وإنما في قرية مجاورة لها. وأكد الأمين العام للحركة الوطنية الجزائرية بأن للإفرنسيين علاقة بالحادث، وقد اتهمت جبهة