التحرير الوطني الجزائرية القوات الافرنسية بالحادث، وطلبت إلى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة أن يطلب من فرنسا الموافقة على إرسال لجنة دولية للتحقيق في القضية. ولكن الحكومة الافرنسية رفضت الطلب، وبعد حوار طويل في الصحافة العالمية، انتهى البحث في موضوع هذه المجزرة.
وسواء أكان الصراع بين جبهة التحرير وبين حركة مصالي الحاج وراء هذه المجزرة أو لم يكن، فإن الوضع في وسط الجزائر، خلال منتصف العام ١٩٥٧، يشرح ما يمكن أن تحدثه أي حرب استعمارية من انقسامات في وسط الشعب الواحد، وما تحدثه من اضطراب في العلاقات الاجتماعية بسبب الاختلاف بين مراكز القوى، وبنتيجة تباين الولاء لها. وكانت هذه المنطقة مركزا (للجنرال بيلونس) وهو عضو سابق في اللجنة المركزية لحركة انتصار الحريات والديموقراطية. وقد عملت الادارة الافرنسية الاستعمارية على دعمه، وإمداده بالقوات والأسلحة، حتى يتصدى لقوات الثورة بحجة (الولاء لمصالي الحاج وحركته الوطنية). ولما شعر (بيلونس) بضعفه، وبعجزه عن مقاومة ضغط جبهة التحرير وقواتها العسكرية، عقد اتفاقا مع الجيش الإفرنسي يقضي بالحصول على السلاح من الإفرنسيين، وترك حرية العمل له من أجل مقاومة نشاط الجبهة وأعمالها وأدى هذا الأسلوب الذي سبق للافرنسيين استخدامه بنجاح في (فييتنام) إلى غضب جبهة التحرير.
ومن المحتمل أن يكون هذا الصراع هو الذي مهد السبيل للاصطدام العنيف بين الجبهة الوطنية الجزائرية، وحركة (مصالي الحاج). وعلى كل حال، فإن الجبهة لم تحاول إلقاء كل ثقلها في هذه المعركة الهامشية المصطنعة، وتركت (للجنرال بيلونس)