لا جرم أن الاستعمار الافرنسي قد خاب أيما خيبة (بالجرف) واعتبره موقعا مشؤوما عليه ففي شهر سبتمبر (أيلول) سنة ١٩٥٥ هزمت جيوشه المرتزقة في ذلك المكان الموجود في جبال (النمنشة) أشنع هزيمة، حيث استطاع مجاهدو جيش التحرير الوطني قتل أربعمائة جندي وإسقاط ثماني طائرات وإصابة ثلاث مصفحات، وقتل ثمانية عشر بغلا، وغنم مدفعين من نوع (بازوكا) وأربعين بندقية، وجهازا لاسلكيا (مرسل لاقط).
وفي السادس من شهر ابريل (نيسان) ١٩٥٦. وقعت في المكان ذاته معركة أخرى انتصر فيها جيش التحرير انتصارا رائعا على فيالق ضخمة من القوات الاستعمارية، مدعمة بسرب من الطائرات المقاتلة وبعض الطائرات العمودية (الهيليكوبتر) وعدد وافر من رجال المظلات.
وقد روى بعض أبطال هذه الأيام المجيدة تفاصيل المعركة بقولهم:
(تصوروا ناحية كلها جبال شاهقة وصخور عالية ومغاور عميقة