تكون حزب الشعب تكوينا يغاير ما كان عليه تشكيل حزب (نجم شمال أفريقيا). إذ اعتمد حزب الشعب بالدرجة الأولى على الجزائريين، وكان برنامجه مركزا على تأليف حكومة جزائرية شعبية وبرلمان (مجلس نيابي) واحترام حقوق الأمة الجزائرية وبعث اللغة العربية والاعتماد على الدين الإسلامي، فكان من بعض الوجوه مشابها لحزب الدستور الجديد (في تونس) و (فريق العمل المغربي) إذ لم يكن قد قام في المغرب حتى هذا التاريخ حزب سياسي. ولم يكن ذلك تحللا نهائيا من الارتباط بالحركات السياسية الأخرى في المغرب العربي الإسلامي، أو تقصيرا عن تبادل الدعم ضد فرنسا من أجل الاستقلال. فكان القرار بتأليف حزب الشعب على أسس جزائرية صرفة، عملا تكتيكيا، فرضته الظروف السياسية والقانونية التي جعلت من تونس والمغرب محميتين فرنسيتين ومن الجزائر قطرا فرنسيا.
استقبلت أوساط العمال الجزائريين العاملين في فرنسا تكوين (حزب الشعب) بحماسة، وأعلنت عن تأييدها له. وعاد (مصالي الحاج) إلى الجزائر في حزيران - يونيو -